باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
الصحة العالمية: نهاية الوباء بعيدة والأسوأ لم يأت بعد!
30/06/2020

قال المدير عام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الإثنين، في مؤتمر صحفي عقده بجنيف عبر تقنية الفيديو كونفرانس، إن العالم لم يواجه بعد أسوأ مراحل جائحة كورونا، مؤكداً أن "حالة الشقاق بين دول العالم، وغياب التضامن في مواجهة الوباء، ساهما في تفشي الفيروس بشكل أكبر".

تيدروس أشار إلى أنه ومنذ ظهور الفيروس لأول مرة في الصين، شهد العالم نماذج لمقاومة الوباء، والتضامن ضده، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود إرشادات خاطئة حول الفيروس، وتسييس الوباء. كما شدد على أن السؤال الحساس الذي سيواجه جميع بلدان العالم خلال الأشهر المقبلة، هو كيفية تعايشهم مع الفيروس، مشيراً إلى أن تتبع مخالطي المصابين بفيروس كورونا هو الخطوة الأهم في مكافحة جائحة كوفيد-19 وأن الدول التي تفشل في ذلك لا عذر لها.

القادم أصعب

وأضاف مدير الصحة العالمية: "هناك حقيقة مؤسفة، وهي أن نهاية الوباء ليست بقريبة أبداً. العالم لم يواجه بعد أسوأ مراحل الوباء، وعلى الرغم من تحقيق العديد من الدول لبعض التقدم على المستوى العالمي في الواقع فإن الجائحة تزداد حدة". كما وجه تيدروس تحذيراً للعالم قال فيه إن "معظم الناس لا يزالون عرضة للإصابة، فلا يزال أمام الفيروس مساحة كبيرة للتحرك".

فريق التحقيق في الفيروس

وفي خطوة سعت لها الولايات المتحدة أكثر الدول انتقاداً لمنظمة الصحة العالمية، أعلن تيدروس أن المنظمة سترسل فريقاً إلى الصين في الأسبوع المقبل للتحقيق في أصول الوباء. تيدروس قال إنه "يمكن أن نكافح الفيروس على نحو أفضل عندما نعرف كل شيء عن الفيروس، ومن ذلك كيف بدأ"، مضيفاً "سنرسل فريقاً في الأسبوع المقبل إلى الصين للإعداد لذلك".

كما أشار تيدروس إلى أنه بعد ستة أشهر من إبلاغ الصين المنظمة للمرة الأولى بشأن ظهور عدوى تنفسية جديدة، تم الوصول إلى حاجز عشرة ملايين إصابة مؤكدة و500 ألف حالة وفاة. فيما قال مايك ريان، مدير برنامج الطوارئ بالمنظمة، إن المنظمة تتوقع القيام بعمل ضخم من أجل التوصل لمصل آمن وفعال لمنع مرض كوفيد-19 ولكن لا يوجد ما يضمن النجاح في ذلك، مضيفاً أن الدول يمكنها من ناحية أخرى أن تكافح انتشار المرض بالفحوص وعزل حالات الإصابة المؤكدة ورصد المخالطين، وخص بالذكر اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا بسبب "استراتيجيتها الشاملة والمستدامة" في مواجهة الفيروس.

كما يتوقع أن تعقد المنظمة اجتماعاً هذا الأسبوع لتقييم التقدم الذي تم إحرازه في أبحاث مكافحة المرض. وظهر كورونا لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول 2019 بمدينة ووهان الصينية، لينتشر بعدها في معظم دول العالم. حتى مساء الإثنين 29 يونيو/حزيران 2020، تجاوز عدد مصابي كورونا في العالم، 10 ملايين و343 ألفاً، توفي منهم أكثر من 506 آلاف، وتعافى ما يزيد على 5 ملايين و610 آلاف.

رئيس منظمة الصحة العالمية يحذر من أن "الأسوأ لم يأت بعد"

حذّر رئيس منظمة الصحة العالمية العالم بشأن وباء كوفيد-19 قائلاً إن "الأسوأ لم يأت بعد". وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غبريوس إن الفيروس سيصيب عدداً أكبر من الناس إن لم تعتمد الحكومات السياسات المناسبة. وكرّر رسالته عن ضرورة اعتماد "الكشف والتتبع الفيروس والعزل والحجر الصحي"

وفاق عدد المصابين بالفيروس حول العالم العشرة ملايين منذ بداية انتشاره في الصين نهاية العام الماضي، وذهب ضحيته أكثر من 500 ألف شخص حتى الآن. وسجّل نصف عدد الإصابات في العالم في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن الفيروس ينتشر بسرعة حالياً في الأميركيتين.

كما يتفشّى الفيروس حالياً في جنوب آسيا وإفريقيا ومن المرجّح أن يبلغ ذروة انتشاره مع نهاية شهر يوليو/تموز. وصرّح تيدروس الإثنين عبر الفيديو قائلاً :" جميعنا يريد لهذا أن ينتهي، جميعنا يريد لحياتنا أن تستمر، لكن الحقيقة الصعبة هي أننا لسنا حتى قريبين من النهاية".

وأضاف أنه رغم إحراز بعض البلدان بعض التقدم، لا يزال انتشار الوباء يتسارع في أنحاء العالم. وحثّ المزيد من الحكومات على اتباع نموذج ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، في مراقبة تفشي الفيروس من خلال سياسات صارمة تضمنت إجراء الفحوص والتتبع.

ما هي الدول الأكثر تضرراً؟

سجّلت الولايات المتحدة حتى الآن 2.5 مليون إصابة و126 ألف وفاة، وهي تشهد نسبة الإصابات الأعلى بين الدول الأخرى. وسجّلت الولايات التي رفعت قيود الإغلاق - لا سيما الجنوبية- ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات. وعمدت السلطات في تكساس وفلوريدا وولايات أخرى إلى إعادة فرض القيود على الأعمال.

وتأتي البرازيل بعد الولايات المتحدة بعد تسجيلها 1.3 مليون إصابة وأكثر من 57 ألف وفاة. وأعلنت حالة الطوارئ في العاصمة برازيليا بعد ارتفاع عدد الإصابات. وكانت السلطات المحلية في العاصمة قد خففت بعض قيود التباعد الاجتماعي في وقت سابق من هذا الشهر وسمحت بفتح المتاجر أسوة بالمحافظات الأخرى.

وفي المملكة المتحدة الذي شهدت أكبر عدد من الوفيات في منطقة غرب أوروبا بسبب الفيروس، قال عمدة مدينة ليستر إن الحانات والمطاعم ستبقى مغلقة لأسبوعين بسبب ارتفاع في نسبة الإصابات. ومن المزمع أن تشهد تدابير الإغلاق في انجلترا المزيد من التخفيف بدءا من عطلة نهاية الأسبوع، حيث سيعاد فتح الحانات والمطاعم والفنادق ومصففي الشعر.