باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
جديد عن وباء كورونا قد يغير مجرى الأحداث.. أبطاله القطط!
04/04/2020

في تطور جديد وهام قد يغير كامل مجريات الأحداث حول فيروس كورونا المستجد وتفشيه حول العالم، أكد علماء وبياطرة صينيون أن 15% من القطط التي أُجريت لها اختبارات في مدينة ووهان مسقط رأس الوباء العالمي مصابة بالفيروس، ما يعني أن الإنسان لم يعد المصدر الوحيد الذي ينقل كوفيد 19.

في التفاصيل، قام العلماء في معهد ووهان للفيروسات وجامعة هواتشونغ للعلوم الزراعية، بإجراء اختبارات على عينات من الدم أخذت من 102 قطة بعد تفشي فيروس كورونا، وعينات أخرى من 39 قطة قبل تفشي الفيروس، وتوصلوا إلى أن القطط لم تكن حاملة للفيروس قبل تفشيه، لكن 15 قطة من أصل 102 قطة أخذت منها عينات بعد تفشي الفيروس تبين أنها مصابة به، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة أنباء روسية. وخلصت النتائج إلى أنه وبحسب التحاليل السابقة، يمكن للقطط أن تصاب بكورونا، وأثبت ذلك من خلال الكشف عن أجسام مضادة مصلية محددة، بحسب البيان. وفي الخلاصة أكدت الأبحاث أن كورونا قد أصاب القطط في ووهان أثناء تفشي المرض.

ليس القطط فقط!

وبالتأكيد، سيزيد هذا الاكتشاف من خطورة تفشي الفيروس وسرعة انتقاله، بعد ظهور كائن آخر يمكن أن ينشر الوباء، كما يمكن للفيروس التاجي SARS-CoV-2، الذي يسبب مرض COVID-19 وهي التسمية العلمية لفيروس كورونا، أن يدخل جسم الإنسان والثدييات الأخرى، بما في ذلك القرود والحيوان والقطط، التي تتأثر بالعدوى تقريبا مثل البشر.

إعلان فند استنتاجات سابقة

الإعلان الجديد جاء بعد شهر تقريبا على استنتاج آخر كانت توصلت إليه إدارة الزراعة والثروة السمكية والمحميات في هونغ كونغ بعد أن ثبت إصابة كلب خاضع للحجر الصحي بنسبة ضئيلة من الفيروس في 27 فبراير و28 فبراير/شباط و2 مارس/ آذار بواسطة عينات من تجويف الأنف والفم. قال حينها: "لا يمكن للقطط والكلاب الأليفة نقل فيروس كورونا المستجد إلى البشر، لكنها قد تصاب بمستويات منخفضة من المرض إذا نُقل إليها من المصابين".

وجاء ذلك على لسان متحدث باسم الإدارة في بيان صحافي الشهر الماضي، كاشفا: "لا يوجد حاليا أي دليل على أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تُصاب أو تكون مصدرا للإصابة بمرض (كوفيد-19)"، ومن الممكن أن يكون الإعلان الجديد عن إصابة القطط اليوم الدليل المنتظر.

ومع ذلك، اتفق خبراء بكلية الصحة العامة، وكلية الطب البيطري وعلوم الحياة في جامعة هونغ كونغ والمنظمة العالمية لصحة الحيوان بالإجماع الشهر الماضي على أن الكلاب لديها مستوى منخفض من العدوى، ومن المحتمل أن تكون حالة لانتقال المرض من إنسان إلى حيوان.

منع أكل لحومهم لأول مرة

وفي قرار تاريخي، أقرت مدينة شنزن جنوب الصين لأول مرة في البلاد، الأربعاء، قانوناً يمنع تناول لحوم الكلاب والقطط، وسيبدأ العمل بالقانون في مطلع مايو/أيار المقبل. وجاء الحظر بعد تفشي فيروس كورونا المستجد الذي نسب مصدره إلى لحوم حيوانات برية، ولكن إدارة مدينة شنزن اتخذت خطوة في مكافحة الفيروس بمنع أكل القطط والكلاب.

ووهان.. مسقط رأس الوباء

يذكر أن ووهان قعر دار كورونا كانت شهدت حوالي 60% من حالات الإصابة بكورونا في عموم الصين، وبعد انخفاض وتيرة الإصابات بشكل حاد خلال الأسابيع الماضية، حذر مسؤولون في المدينة من تفشي كورونا مجددا جراء التفلت في التنقلات، وناشدوا التزام المنازل.

بدوره، قال رئيس لجنة الحزب الشيوعي في المدينة الصينية إنه على السكان تعزيز إجراءات الحماية الذاتية وأن يتجنبوا الخروج إلا للضرورة. بدورها، أعلنت بكين عن سلسلة إجراءات مشددة لوقف حركة الوافدين إلى البلاد بما يشمل حظر الأجانب من دخول الصين وإجراء فحوصات للقادمين من الخارج، ما يجعل من الأسهل تحديد المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض. ووصل عدد الإصابات في الصين إلى 81589 حالة مع 3318 وفاة ومعظمهم في ووهان كبرى مدن مقاطعة هوباي.

قالت صحيفة بريطانية إنه ينبغي لمالكي القطط أن يكونوا أكثر حرصاً بشأن الاحتكاك بها، إذ كشفت دراسة أُجريت في الصين أن العدوى بمرض كوفيد-19 يمكن أن تنتقل بين القطط. حسب تقرير الصحيفة الذي نُشر الأربعاء 1 أبريل/نيسان 2020، فقد وجد فريق بحثي بمعهد هاربين للبحوث البيطرية أن القطط سريعة التأثر بمرض كوفيد-19، وتستطيع نقل الفيروس للقطط الأخرى من خلال رذاذ الجهاز التنفسي. هذا عكس الكلاب، والدجاج، والخنازير، والبط والتي وُجد أنه من غير المرجح أن تلتقط العدوى.

فيروس كورونا ينتقل بين القططتبعت هذه النتائج تقارير حديثة عن قط منزلي في بلجيكا أُصيب بعدوى كوفيد-19. وبعد نحو أسبوع من بداية ظهور الأعراض على صاحب القط، عانى القط نفسه من مشكلات في التنفس، وإسهال، وقيء. وقد أظهرت الفحوصات المتتالية للأطباء البيطرين بجامعة ليجي، أن القط مصاب بفيروس كورونا.

تضمنت التجارب المعملية التي أجراها الفريق الصيني إعطاء عدد قليل من الحيوانات جرعات عالية من الفيروس، ولم يظهر أي دليل مباشر يفيد بأن القطط قد تستطيع أن تعدي البشر أيضاً. ولكن الفريق المسؤول عن التجربة قال إن النتائج التي خلصوا إليها أتاحت معلومات عن مستودع الحيوانات لـ"كوفيد-19″، وكيف قد يكون لإدارة حياة الحيوانات دور في مكافحة الجائحة. تستنتج الورقة البحثية أنه "يجب اعتبار مراقبة فيروس سارس-كورونا-2 في القطط عاملاً مساعداً في القضاء على مرض كوفيد-19 لدى البشر".

نُشرت الدراسة التي لم تراجَع بعدُ، يوم الأربعاء 1 أبريل/نيسان 2020، على الموقع الإلكتروني BioRxiv الذي تُنشر عليه الدراسات قبل طباعتها. في الدراسة، تم تلقيح خمس قطط بفيروس كورونا، ووُضعت ثلاث قطط منها في أقفاص بجانب قططٍ أخرى لم تتعرض للفيروس لتصاب إحداها، وهو ما يشير إلى انتقال العدوى من خلال قطرات الجهاز التنفسي.

ثم تكررت النتائج في مجموعة ثانية من القطط. وقد ثبت أن حيوانات النمس أيضاً عرضة للإصابة، إذ تُستخدم بالفعل في تجارب اللقاحات الخاصة بمرض كوفيد-19. لكنها لا تنقل العدوى للإنسان أفاد الخبراء بأن تلك النتائج قيّمة، ولكنها لا تشير إلى أن القطط عليها عامل مهم في نشر المرض بين البشر.

قال إريك فيفري، أستاذ ورئيس قسم الأمراض المعدية البيطرية في جامعة ليفربول: "يتوجب على الناس أخذ الاحتياطات العادية المتمثلة في غسل الأيدى عند التعامل مع حيواناتهم الأليفة، وتجنُّب التواصل الجسدي المبالَغ فيه معها، خاصةً إن كانت مريضة بكوفيد-19. ومن المهم معرفة أن ما أقوله لا يشرح شيئاً بخصوص إمكانية تسبب الفيروسات الخارجة من القط في إصابة الإنسان من عدمها".

بينما قال الأستاذ الجامعي جوناثان بول، عالِم الفيروسات في جامعة نوتنغهام، إنه كانت هناك ملاحظات مشابهة لانتقال مرض السارس في القطط، وهو مرض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ"كوفيد-19″. وأضاف: "ومع هذا، يجب أن نتذكر أنه ليس للقطط دور كبير -هذا إن كان لها دور من الأساس- في انتشار هذا الفيروس. فمن الواضح أن انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان هو المحرك الرئيسي للعدوى، لذلك لا داعي للذعر من القطط. ولكن بالطبع، إذا كنت تعتقد أنك مصاب بكوفيد-19، وكنت تملك قطاً في المنزل، فسيكون من المنطقي الحدُّ من التعامل عن قرب مع حيوانك الأليف حتى تتحسن حالتك".