باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
صور مدهشة: مشاهد مبهرة من الألوان الزاهية في قرية البخور في فيتنام
03/08/2020

مشهد مبهر من الألوان شكلتها باقات من البخور عند وضعها لتجف، حيث يحرص العامل على تقسيم عشرات الحزم النابضة بالحياة بعناية على الأرض بشكل متقارب، فتبدو وكأنها ضربات ريشة فنان مبدع على لوحته البكر. هذه اللقطات الجوية لمصنع البخور في كوانغ فو كاو، Quang Phu Cau على بعد 35 كيلومترًا من العاصمة الفيتنامية هانوي، تظهر العصي التي تكوّن بحرًا من اللونين الأحمر والبني.

تقول المصورة الهاوية "خانة فان Khanh Phan" البالغة من العمر 34 عاماً، وهي موظفة في بنك في مدينة هوشي منه، إن هذه الحرفة عمرها مئات السنين. وتضيف: "يعتقد الفيتناميون أن البخور أداة يمكن أن تربط الأحياء بأسلافهم.. ولهذا حافظ الناس هنا على المهنة التقليدية منذ زمن بعيد؛ إذ يظنون أن هذا عمل مقدس" وتتابع: "تحتوي كل حزمة على مئات من أعواد البخور، حيث يتم تصنيع البخور من أجل الاحتياجات المحلية ويتم تصديره إلى الصين والهند والبلدان الأخرى".

 

يذكر أن هذه الحرفة قد تمت ممارستها للمرة الأولى في قرية Phu Luong Thuong، قبل أن يتم توسيعها إلى القرى الصغيرة المتبقية في المقاطعة. فبكد وجهد ينكب هؤلاء العمال من قرية كوانغ فو كاو في فيتنام على عملهم في هذه الورشة الصغيرة لصناعة البخور.

القرية الواقعة في ضواحي هانوي تعرف باسم قرية البخور وهي واحدة بين العديد من المناطق التي تصنع البخور في فيتنام. وتعتمد هذه الصناعة على تجفيف لحاء شجر الخيزران وتشذيبه بواسطة ماكنات خاصة ثم تغمس الأشرطة الرقيقة التي تنتجها المكنات في دلاء تحوي أصباغا زاهية الألوان وبعدها تترك لتجف في الهواء ثم تتم معاملتها مرة أخرى لإضافة الروائح الفواحة وفي النهاية يعاد تشذيبها استعدادا لتعبئتها و شحنها الى الأسواق وتكون رائحة كل مجموعة مصممة خصيصًا لتناسب أذواق المناطق التي سيتم بيعها فيها.

 

وقالت دانغ ثي هوا وهي عاملة في هذا المجال:" تعتبر صناعة هذه العصي ذات الروائح الذكية عمل تقليدي و روحي بالنسبة لنا". وتعتبر هذه الصناعة بمثابة فخر لأهالي هذه القرى الذين يمارسونها منذ اكثر من قرن ويزيد العمال من نشاطهم في العمل مع اقتراب عطلة راس السنة القمرية، حيث تزداد نسبة المبيعات بشكل كبير اذ يمكن ان يجني العامل من بيع هذه العصي نحو اربعمئة وثلاثين دولارا شهريا في بلد يبلغ متوسط دخل الفرد فيه اقل من مئتي دولار.

وقالت لي ثيو ليو وهي عاملة في هذه الصنعة: "انه عمل شاق لكنني اكسب ما يكفي لأوفر مصروف اثنين من أولادي ليصبحا أطباء، انا سعيدة لان الولدين الاخرين قررا العمل معي نحن بحاجة إلى واحد على الأقل للعمل في صناعتنا وبذلك يتمكنوا من تولي المسؤولية في المستقبل". وتعتبر تجارة البخور من التجارات الرائجة في دول شرق اسيا نتيجة الطلب الكبير عليه لاستخدامه في الطقوس الدينية لشعوب تلك الدول كما يتم تصدير الاف الاطنان منه سنويا الى مختلف انحاء العالم.

ففي قرية كوانج فو كاو الواقعة على مشارف العاصمة الفيتنامية هانوي، يقوم العشرات من القرويين بتجفيف العشرات من أغصان الخيزران "البامبو" قبل تقطيعها لصنع قطع البخور التي سيحرقها الآلاف من الناس في فبراير خلال احتفالات السنة الفيتنامية الجديدة، تيت.

في هذه القرية وكغيرها من القرى الأخرى في المنطقة، يعتاش العديد من السكان على هذه الحرفة التي تعود إلى مائة عام. وتحرص العائلات على نقل سر الصنعة من جيل إلى جيل. بعد عملية التجفيف، يتم إدخال أغصان الخيزران في آلة لقطعها، قبل أن يتم غمرها في صبغة وردية اللون ثم لف القطع بعجينة عطرية وتجفيفها مرة أخرى.