باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
مدينة إيطالية تبيع عشرات المنازل مقابل دولار واحد للمنزل، بشرط واحد!
23/01/2020

فكرة شراء منزل رخيص في إيطاليا تعني بالنسبة لبعض الأشخاص الفرصة لترك حياتهم القديمة خلفهم من أجل بداية جديدة ومنعشة. ولكن، تشجع هذه البلدة الإيطالية عكس ذلك، إذ ترغب من المهتمين بأن يجلبوا معارفهم معهم! وتعرض بلدة بيساكيا الإيطالية منازل مهجورة للبيع مقابل أكثر من دولار واحد بقليل، وهي تشجع العائلات ومجموعات الأصدقاء على شراء عقارات متعددة في المنطقة.

وخلال عرضها لـ90 مبنى مهجور للبيع مقابل يورو واحد فقط، تنضم البلدة إلى مناطق أخرى في إيطاليا تسعى لمنع مجتمعات من الموت، وذلك عبر تشجيع الناس للإنتقال إليها. وأشار نائب عمدة البلدة، فرانسيسكو تارتاغليا، إلى أنهم يواجهون "وضعاً خاصاً جداً"، فقال: "تحتشد المنازل المنبوذة مع بعضها البعض.. ولهذا السبب نحن نرحب بالعائلات، أو مجموعات الأصدقاء، أو الأقارب، والأشخاص الذين يعرفون بعضهم البعض، أو المستثمرين بهدف توحيد قواهم". وكما تجري العادة مع هذه العروض في إيطاليا، من المتوقع أن يلتزم المشترون بترميم عقاراتهم، وعلى عكس المدن الأخرى، لا يوجد أي إطار زمني محدد لإكمال العمل.

البلدة "النبيلة"

وكانت بلدة بيساكيا الإيطالية مزدهرة، فكانت تُعرف بصناعة الصوف والحرفيين. ولكنها تضررت بسبب الهجرة، وقامت سلسلة من الزلازل القوية، وحدثت آخرها في عام 1980، بتسريع انخفاض عدد السكان. وقال تارتاغليا إنه الناس يشيرون إلى بيساكيا بـ"البلدة النبيلة"، وذلك بسبب تميز سكانها بالاحترام، والقوة، إضافةً إلى عملهم الجاد رغم الصعوبات التي تواجههم. ويتمتع سكان البلدة بسمعة طيبة، وسلوكهم الودي، ولكنهم يُعرفون أيضاً بشراستهم، إذ ينحدر السكان من قبائل "سامنيت" التي قاتلت الإمبراطورية الرومانية بمرارة قبل الاستسلام.

بلدة توقف فيها الزمن

ويأتي جزء من جاذبية بلدة بيساكيا من أجوائها الغريبة الناتجة عن الأماكن المهجورة التي تتواجد بجانب الأجزاء التي لا تزال نابضة بالحياة في البلدة، والتي تزدخر بالمتاجر والعائلات. وتتواجد أماكن سكن المزارعين المهجورة والمتداعية، والتي بُنيت باستخدام جدران سميكة تتكون من حجارة ضخمة وبارزة، في المركز التاريخي للمدينة.

إضافةً إلى ذلك، تربط متاهة من الأزقة المرصوفة بحجارة غير مستوية سلسلة من البوابات الحجرية المقوسة، والتي تتدلى منها نباتات السرخس. وتتميز بيساكيا أيضاً بموقعها الفريد الذي يعطي الفرصة للقيام برحلات مذهلة، فهي تقع عند حدود 3 من المناطق الجنوبية لإيطاليا، أي كامبانيا، بازيليكاتا، وبوليا. وتتواجد نابولي، وماتيرا، المدرجتين ضمن قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، على مقربة من البلدة أيضاً.

طعام شهي وسط أجواء ريفية

ومن الأطباق الشهية التي يختص بها سكان البلدة هي لحم الضأن، وأواني اللحوم المقلية، مع البطاطا، والفلفل الحلو. وتُقدم هذه الأطباق في مهرجان محلي سنوي يُدعى "Fry Fair". وتُعرف البلدة أيضاً بكونها مملكة المعكرونة الملونة والمتنوعة الأشكال.

تبيع عشرات المنازل مقابل دولار واحد للمنزل، لكن بشرط واحد!

تعرض مدينة بيساتشا الفاتنة، الواقعة جنوب إقليم كامبانيا 90 منزلاً متهالكاً للبيع مقابل يورو واحدٍ فقط، لتحذو بذلك حذو مدنٍ أخرى على امتداد إيطاليا، تحاول إنقاذ المجتمعات المحتضرة بتحفيز الناس على الانتقال إليها.  لكن المدينة، وفق ما ذكرته شبكة أمريكية، الإثنين 20 يناير/كانون الثاني 2020، وضعت شرطاً يتمثل في أن يجلب المشترون معهم أساليب حياتهم القديمة، إذ تشجع العائلات أو مجموعات الأصدقاء على شراء عدة ملكيات معاً.

بعكس المدن والقرى الأخرى التي تقدم عروضاً للمشترين الذين ينفذون تجديدات فردية سريعة لمبانيهم، يقول مسؤولو مدينة بيساتشا إن هندستها المعمارية المتشابكة تفسح المجال أمام المزيد من المشاريع التشاركية. يقول نائب رئيس البلدية فرانشيسكو تارتاليا: "إننا نواجه موقفاً خاصاً جداً هنا، تمتد المنطقة المهجورة عبر غالبية الجزء القديم من المدينة. تتشابك البيوت المهجورة معاً، الواحد تلو الآخر، على امتداد الطريق نفسه. حتى إن بعضها يتشارك نفس المدخل".

كما يتابع: "لهذا السبب نرحب بالعائلات، ومجموعات الأصدقاء، والأقارب، والمعارف، أو المستثمرين لينضموا إلينا. نشجعهم على شراء أكثر من منزلٍ ليكون لهم دورٌ ولينفتحوا على حياةٍ جديدةٍ". كما هو معتادٌ في صفقات عروض بيع المنازل الإيطالية، فإن من المفترض أن يلتزم المشترون بتجديد ملكياتهم التي اشتروها لتوّهم، لكن بعكس بقية المدن فلا يوجد هنا حدٌّ أدنى معلنٌ للاستثمار، ولا جدولٌ زمنيٌّ محددٌ لإتمام أعمال التجديد.

يكمن المكسب الحقيقي للمدينة هنا في أن السلطات المحلية تملك كل المنازل المهجورة منذ سنواتٍ طويلةٍ، بعد أن تركها مالكوها ونزحوا لمدنٍ أخرى بحثاً عن مستقبلٍ أفضل. في أغلب المدن الإيطالية التي كانت تبيع بيوتاً مقابل يورو واحد، كان نقل الملكيات يتضمن أحياناً تعاملات شائكة مع الملاك الأصليين. يقول تارتاليا: "يمثل ذلك ضمانة على أن عملية نقل الملكيات ستكون سريعة وسلسة؛ إذ لن نحتاج لتتبع ورثة الملاك القدامى، ولن نتورط في مشكلاتٍ مع أي طرفٍ ثالثٍ".

 

المدينة "الأنيقة"

تعد مدينة بيساتشا بقعةً هادئةً بموقعها الكائن فوق هضبتين منحدرتين بسلاسةٍ تحيط بهما غابةٌ منخفضةً. لكن المدينة التي كانت يوماً مركزاً إقطاعياً مزدهراً مشهوراً بصناعة الصوف والحرفيين المهرة ضربتها الهجرة في الصميم. وعجلت سلسلةٌ من الزلازل، آخرها وقع عام 1980، بتخلي أبناؤها عنها.

يقول تارتاليا: "لُقبت بيساتشا بالمدينة الأنيقة؛ لأن أهلها لطالما كانوا برغم الصعاب محترمين، ومضيافين، ومجتهدين، ومرنين. هنا سيُدلل القادمون الجدد وسيُعتنى بهم. إننا نريد لهذا المكان أن يتألق من جديد". كما للسكان المحليين سمعةٌ لكونهم ودودين ومحبين للمرح، إذ يحبون إطلاق الأسماء الظريفة على بعضهم، وتكون هذه الأسماء مستوحاة من خصال الشخص ولزماته.

 

لكنهم معروفون كذلك بحماستهم، إذ ينحدر أهل المدينة من قبائل السامنيت الإيطالية التي سكنت التلال المحيطة بالمدينة، والتي قاتلت الإمبراطورية الرومانية ببسالةٍ قبل أن تخضع لها. وتقول الأسطورة إن مدينة بيساتشا قد بُنيت على أنقاض مدينة روميليا الأسطورية القديمة.

محفوظةٌ في الزمن

يرجع بعضٌ مِن جاذبية بيساتشا الأصيلة إلى الأجواء الغريبة للمواقع المهجورة التي تقع بجوار الأجزاء النابضة بالحياة من البلدة والمليئة بالمتاجر والعائلات. تقع المساكن القديمة والمهجورة للمزارعين والرعاة، المبنية من جدرانٍ سميكةٍ ضخمة الأحجار، في المركز التاريخي للمدينة، متشابكةً معاً عند سفح القلعة التي ترجع للقرون الوسطى. فقد نما العشب الكثيف على الأبواب المخلوعة، والسلالم الصدئة، والنوافذ المكسورة. ولا يزال بإمكانك أن تجد الأغراض المنسية والمطابخ المحطمة داخل الغرف المكدسة بأكوام الحطام.