استطاعت نسمة يحيى (20 عاماً) من محافظة المنصورة، أول عارضة أزياء من قصار القامة في مصر، أن تجد حلاً لواحدة من المشكلات التي يواجهها قصار القامة في مصر، عند بحثهم على محلات ملابس تناسبهم، من خلال إطلاقها أول مجموعة من الأزياء الخاصة بقصار القامة وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي لكي تصل إلى أكبر عدد من قصار القامة في مصر.

وفي حديث لها أشارت نسمة إلى أن "هذه المشكلة تواجهني منذ الصغر، فلا أجد ما يناسبني عند أي من محلات الملابس، وعدم وجود أي محلات مخصصة لقصار القامة، وكانت هذه بداية الفكرة بأن أنفذ مشروعاً بتصاميم تلائم قصار القامة في كل الأعمار المختلفة".

وتابعت نسمة بدأت الفكرة منذ أكثر من عام عندما قررت أن أتجه إلى مجال عروض الأزياء لحبي وشغفي في متابعة كل صيحات الموضة وعروض الأزياء، ولكن واجهتني مشكلة أنه لا يوجد ما يناسبني في كل المحلات لكي أعرضه، لذلك قررت أن أقوم برسم التصاميم واختيار أنواع الأقمشة والتعاون مع "ترزي" لتنفيذ الفساتين التي سأقوم بعرضها.

ولم أجد أفضل من منصات التواصل الاجتماعي لكي أواجه نفسي والمجتمع لتقبل كل قصار القامة دون تنمر وحقهم في أن يكون لهم دور في كل المجالات دون خوف من التعرض للتنمر، وبالفعل لاقت المجموعة تفاعل رواد مواقع التواصل بشكل كبير، فتلقيت تشجيعا من الكثيرين لكي أستمر في تقديم هذه العروض ودعم قصار القامة.

وتابعت نسمة لم أحصل على أي دعم مادي خلال تنفيذي للمشروع، وأتمنى أن أستطيع توسعة مشروعي لكي يصل إلى كل ربوع مصر، ولكي أستطيع أن أكمل ما بدأته، فأنا مازالت أدرس بجامعة المنصورة، وحريصة على التفوق في دراستي بجانب حبي للتصاميم والموضة، وأن أكمل الدراسات العليا وأقوم بالتدريس في الجامعة. وأضافت: "لم تقتصر تصاميمي على فئة عمرية معينة، بل أعمل على أن أوفر لكل المراحل العمرية المختلفة، فهذه المشكلة لا تواجهها فئة محددة من قصار القامة بل نواجهها جميعاً".

أحلم أن أوسع مشروعي، وأن يصل إلى كل محافظات مصر وأن يصل إلى كل العالم العربي، حتى يصل إلى كل قصار القامة في كل مكان، وتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم ومواجهة المجتمع دون الخوف من التنمر وتغيير وجهة نظرهم لقصار القامة، وتشجيع كل قصار القامة على الظهور وتحقيق أحلامهم دون خوف من المجتمع.

وأضافت نسمة: "عائلتي دائماً مشجعة لي في كل مرحلة وكل خطوة أقوم بها في حياتي، بداية من تصاميمي التي بدأت فيها منذ صغري حتى قمت بتنفيذها وعرضها، ورغم كل الصعوبات التي كنت أواجهها ومن مخاوف الفشل إلا أنهم كانوا دائماً مشجعين لي".

فهي تمتلك ملامح طفولية بريئة وحماسا تستطيع به أن تحقق ما يعتقده البعض مستحيلا ، كما لديها حس فنى عالي، يجعلها تستطيع اختيار ألوان الأقمشة المختلفة لتصمم أجمل الفساتين المستوحاة من زمن الهوانم بأربعينات القرن الماضي، أو باستايل الجيل الحالي، وترتدى ما تصممه وتخضع لجلسات تصوير خاصة لتعرضها على جمهورها بمواقع التواصل الاجتماعي، الذين يشيدون دائماً بحسن اختيارها للتصميمات التي ترتديها.. هي أول موديل من قصار القامة، نسمة يحيى.

تبلغ نسمة من العمر 20 عاما، وهى طالبة بكلية تربية قسم إعلام، والتي تحدثت لـ"اليوم السابع" عن سبب اختيارها للعمل كموديل :" سبب اتجاهي للعمل كموديل، هو التنمر والسخرية والسخافات اللي بشوفها كل يوم من ناس بسبب طولي، غير الأسئلة السخيفة زي انتي باباكي ومامتك قصريين زيك كده؟ وانتي هتجوزي إزاي؟، غير معاملة البعض اللي في الشارع زي اللي بيزقني وكأنه مش شايفني ونظرات الضحك والتريقة، كل ده خلاني أفكر أتحداهم وأكون حاجة كبيرة ومميزة في المجتمع وأحارب التنمر ضد قصار القامة".

وأردفت :"بدأت أحارب التنمر ضد قصار القامة من خلال عروض مسرحية بقدمها في الجامعة، وألقى محاضرات دعم نفسى، وأعرف الناس إزاي تتعامل مع قصار القامة وإن إزاي قصار القامة، يواجهوا السخرية ويتحدوا المجتمع وإنهم زي الناس العاديين ويقدروا يعملوا حاجات كتير أوى".

وأضافت أيضاً: "أنا مش بلاقي مقاس مناسب ليا في محلات الملابس، ده خلاني أفكر أصمم ملابس لنفسي واختار القماش والشكل، والتصميم وترزي يخيطه، وبفضل دايماً التصميمات الكلاسيكية في الملابس، بحس إنه لايق عليا جداً خاصة مع ملامح وشى، وأتصور بيه وأعرض الصور على حسابي الخاص بموقع "الفيس بوك".

وعن الصعوبات التي تواجهها نسمة في حياتها اليومية، صمتت دقيقة وقالت:" نظرات الناس والسخرية من طولي، ومش بعرف أعدى رصيف الشارع لأنه عالي عليا، وكمان مش بعرف أتعامل مع معظم الموظفين في المصالح الحكومية لأن شباكهم بيكون عالي، غير كمان مش بعرف أركب المواصلات العامة لأنها بتكون عالية".

وعن أمنيتها في المستقبل، قالت بحماس شديد مليء بالأمل والتفاؤل :"نفسى أفتح أتيليه عالمي لقصار القامة، وأحضر الماجيستير والدكتوارة وأدرس في الجامعة، وأقدم برنامج تليفزيوني بيعرض نماذج عرفت تحقق نجاحات كتير رغم الصعوبات اللي واجهتها في حياتها".