باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
طرق الحفاظ على منازل قصور في القرن الـ 21
13/03/2018

تخيل لو أن منزلك يحتوي على أبراج مراقبة، أو قاعة رقص، أو متاهة في حديقته الخارجية.. لا تستغرب، إذ لا يزال هناك أشخاص قليلون حول العالم – وفي بريطانيا تحديداً – ممن يعيشون في منازل كهذه. وبينما قد يعتبر غالبية الناس أن العيش في منزل أو قصر كهذا هو شيء أشبه بقصص الخيال والروايات، إلّا أن الحفاظ على هذه المنازل في الحقيقة، هو أمر مكلف جداً، قد يدفع ملّاك هذه القصور إلى بيعها في غالب الأحيان.

ومنذ أواخر القرن الـ19، بدأت عمليات تهديم وبيع العديد من هذه القصور، بعد ارتفاع الأسعار وصعوبة الحفاظ عليها، حتى أنه في خمسينيات القرن الماضي، ازدادت عمليات هدمها والتخلص منها، كوسيلة أسهل من ترميم ما كان قد أتلفه الحرب. ولكن، كان هناك عدة عائلات تمسكت بقصورها ومنازلها الضخمة، حتى توارثتها الأجيال ووجد جيل اليوم نفسه متمسكاً بها كمنزله الأساسي، رغم كبرها وصعوبة ترتيبها والحفاظ عليها.  وتحدثت شبكتنا مع ثلاث عائلات عادية – لديها مسؤوليات غير عادية في الحفاظ على المنزل – للتعرف أكثر على طرق الحفاظ على منازلهم الفخمة مع أسلوب حياتهم.

يمتلك أندرو وهيلين ثريبلاند قلعة فينغاسك في اسكتلندا، والتي بنيت في القرن الـ17، وتوارثتها عائلة ثريبلاند على مدى 400 عام.

تعيش هيلين مع زوجها أندرو ثريبلاند، وأطفالهم الثلاثة المراهقين في قلعة تعود إلى القرن الـ16 في اسكتلندا. وقد عاشت عائلة ثريبلاند في القلعة على مدى 400 عام.  

يتميز العقار بحديقته الواسعة الكبيرة وأشجاره المختلفة والمقصوصة على عدة أشكال. كما تحتوي القلعة 33 غرفة، وتمول من قبل حفلات الأعراس التي تقام بها، والحفلات المقامة على أرضها، واللوحات التي ترسم فيها مقابل مبالغ معينة.

وتتضمن القلعة التي بنيت في العام 1594، 33 غرفة، وتمتد على مساحة 100 فدّان. وتشرح العائلة أنها تعتمد على دخل تنتجه الحفلات المقامة على العقار من أجل الحفاظ عليها وترميمها، إذ تنظم العديد من الحفلات الموسيقية والأعراس والتجمعات على أرض القلعة.

 غرفة الطعام في قلعة فينغاسك، حيث تتناول العائلة العشاء. الجداريات الملونة تملأ جدران القلعة في كل مكان.

كما قامت العائلة في العام 2003، بتكليف رسامين روسيين لتصميم جدارية كبيرة على طول مدخل القلعة الرئيسي، يمكن لزوّار القلعة الدفع مقابل رسم وجوههم وظهورهم على الجدارية الكبيرة، ما يساهم في دخل المنزل أيضاً.

بني منزل فولفورد العظيم في القرن الـ16ويحتوي على عدد غرف لا يمكن عدّها بسبب مساحتها الواسعة، إذ يمتد العقار على مساحة 3 آلاف فدّان.

عاش أسلاف فرانسيس فولفورد في منزل فولفورد العظيم منذ أكثر من 800 عام. وقد بني المنزل في العام 1530 على مساحة 3000 فدّان. ويشرح فولفورد أنه لا يمكن عد غرف المنزل العملاق، إذ أن مساحاته كبيرة جداً، وعمليات الترميم التي أقيمت به قد غيّرت هيكله الأصلي. ويقول فولفورد إنه هناك طريقتين لإدارة منزل ريفي، "إما من خلال العمل بجد، أو من خلال اتباع استراتيجية أخرى تتمحور حول عمليات تشغيل بسيطة بتكاليف أقل."

يعيش فرانسيس فولفورد في منزل فولفورد العظيم، تماماً كما فعل أسلافه لمدة 800 عام.

كما لا يوظف فولفورد أي عاملين دائمين داخل عقاره، مؤكداً: "الموظفون يأكلون المال. إذا كنت بحاجة إلى طباخين أو عمال نظافة، فأستأجرهم. أنا لا أمانع الجلوس على جزاز العشب الخاص بي، والعمل في الحديقة، على العكس تماماً، أجده أشبه بعلاج نفسي مريح".

يتضمن المنزل سقف جص على طراز الباروك، أعاد فولفورد ترميمه، وجعله أكبر سقف من نوعه صمم في هذا القرن.

بالإضافة إلى ذلك، لا يمانع فولفورد مشاركة منزله مع الغرباء، إذ يعتقد أن المنازل الكبيرة ثل منزله، لم تخلق لتكون منازل خاصة. وإنما بنيت من أجل ترفيه الآخرين. وقد طبّق فولفورد هذه القاعدة في منزله، إذ قام في العام 2003، بالمشاركة في برنامج بريطاني واقعي عن حياته وحياة عائلته في القصر، مقابل مبلغ مالي كبير.

 يعيش سيمون وأوليفيا كونليف ليستر مع أولادهما الخمسة في قصر بورتن آغنس.

في العام 1989، وعندما كان في الـ11 من عمره، ورث سايمون كونليف ليستر قصر بورتن آغنس، من أحد أقاربه المتوفين دون وريث مباشر. ورغم أن المنزل بني في القرن الـ17، إلّا أن أسلاف كونليف ليستر عاشوا على هذه الأرض منذ القرن الـ12. ويحوي القصر اليوم على حوالي 40 غرفة نوم، ويمتد على مساحة 5 آلاف فدّان.

يعود تاريخ قصر بورتن آغنس إلى العصر الإليزابيثي، وصمممه المهندس المعماري روبرت سميثسون، سيد البناء لدى الملكة إليزابيث الأولى.

ويقول كونليف ليستر إن إدارة المنزل والحفاظ عليه هو أمر مكلف جداً، إذ قد تصل التكاليف إلى حوالي 345 ألف دولار سنوياً. ولذا يقيم كونليف ليستر العديد من الحفلات الموسيقية – كونه عازف ساكسوفون ومحب لموسيقى الجاز – كما يستخدم حديقة القصر أيضاً، كمساحة لإقامة الحفلات والاجتماعات والأعراس. 

لا يزال السرير الإيطالي في أحد غرف النوم يحتوي على القماش الأزرق الدمشقي من القرن الـ17. كما يعود تاريخ صندوق الجوز إلى أوائل الـ18، خلال عهد الملكة آن.

وقد افتتح كونليف ليستر أيضاً مقهى صغير على أرض القصر، يزرع محاصيله على أرض القصر، بالإضافة إلى تنظيم متاهة ترفيهية في الحديقة، تستقبل الزوّار والمتنزهين من حول العالم.