وفقاً لما نقلته عدد من وسائل الإعلام المختلفة، عن موقع ياباني عالمي، فإن الياباني "هارادا"، البالغ من العمر الآن قرابة الـ70 عاماً، يعمل في توصيل الصحف، وهو يعمل في هذه المهنة منذ أن كان شاباً بالـ24 من عمره. وهو يعتبر الآن واحداً من أشهر معالم حيّ "شينجوكو" التجاري الشهير في العاصمة اليابانية طوكيو، حيث أصبح الناس هناك يلقبونه بـ"نمر شينجوكو"؛ لارتدائه الدائم لقناع النمر.

حكاية الرجل النمر

ولد "يوشيرو هارادا" في إقليم "ناغانو"، وعاش طفولته هناك، لكنه قام بالانتقال إلى طوكيو خلال العام 1967 ليكمل دراسته الجامعية. كان يعمل إلى جانب الدراسة عاملاً لتوصيل الصحف. إلا أنه لسبب غير معروف قرر ترك الجامعة والتفرغ الكامل للعمل. وعند سؤال "هارادا" عن سبب تركه الدراسة أجاب: "لا أذكر.. لكنني فعلت ذلك".

خلال العام 1972، كان "نمر شينجوكو" يحضر احتفالاً تقليدياً يدعى "مهرجان الضريح"، وعند رؤيته للمتاجر التي تبيع الأقنعة البلاستيكية المختلفة، والتي من بينها أقنعة شعبية يابانية، وأقنعة على هيئة حيوانات، شيء ما لمع داخل رأسه، ولسبب أو لآخر اتخذ قراره الغريب بأن يرتدي قناع نمر طوال الوقت، ومنذ ذلك الحين -قبل 47 عاماً- وحتى يومنا هذا وهو يرتدي القناع ولا يخلعه أبداً، وقرر أن يعيش حياته كـ"نـمـر".

لم يفكر النمر الياباني كثيراً بهذا القرار العجيب، وعلى الفور توجه إلى أحد المتاجر في المهرجان، واشترى أكثر من 30 قناعاً على هيئة نمر. وداوم على ارتداء تلك الأقنعة طوال هذه العقود بجميع الأوقات، فلا يخلعها أبداً إلا في حالات قليلة يكون مضطراً لخلعها، حتى إنه استمر في عمله كموزع للصحف وهو يتقمص شخصية النمر تلك، ومنذ 47 عاماً وحتى الآن؛ تبقّى من تلك الأقنعة الـ30 التي اشتراها أول مرة، 10 أقنعة، يقول إنها تكفيه حتى يوم وفاته.

الرجل النمر أراد إنقاذ العالم

ويتابع موقع "أوديتي سنترال"، أن الرجل الياباني غريب الأطوار، كان قد سُئل في إحدى المقابلات الصحفية التي أجريت معه في وقت سابق، عن السبب الذي دفعه لفعل هذا الأمر. وكان جوابه لا يقل غرابة عمّا يفعله، حيث أجاب قائلاً: "كان دافعاً غريزياً غير مفهوم". وقال أيضاً: "أنا أسعى إلى رسم الابتسامة والفرح على وجوه المارة والأشخاص الذين يقابلونني.. أنا أريد إنقاذ العالم".

برنامج نمر شينجوكو اليومي

وبحسب الموقع نفسه، فإن "هارادا" يستيقظ في الساعة الـ3 من فجر كل يوم، يرتدي ملابسه وقناعه، وعندما يتجهز تماماً، يبدأ جولته الأولى في توزيع الصحف في تمام الساعة الـ5 صباحاً، وبعد ساعتين من التجوال في أنحاء الحي الياباني الشهير، يعود إلى المنزل ليأخذ قسطاً من الراحة. قبل أن يعود في الساعة الـ3 ظهراً إلى جولته الثانية في توزيع الصحف.

عندما ينتهي من عمله، يتجهز "هارادا" ليقضي وقت فراغه بأشياء يحب فعلها، فيعود إلى ارتداء قناعه وملابسه الغريبة، ويشاهد الأفلام في المنزل أو مع بعض الأصدقاء. وأحياناً كثيرة يذهب لمشاهدتها في السينما، حيث يقول إنه يحب فعل ذلك للالتقاء بالممثلين والفنانين الذين تربطهم به علاقات صداقة وثيقة. وعندما سئل مرة عن سرّ نشاطه الكبير، على الرغم من عمره الذي قارب على الـ70 عاماً، أجاب: "أنا نمر الغابة، والنمر حيوان شرس وقوي، لذلك كل قراراتي غريزية".

حياته تحولت إلى فيلم وثائقي

مؤخراً، جذب "يوشيرو هارادا" انتباه العديد من مخرجي الأفلام العالميين، حتى إن بعضهم قرر أن يحولها إلى فيلم وثائقي يحمل اسمه "شينجوكو تايغر"، أو "نمر شينجوكو". ويحكي الفيلم عن الروتين اليومي للرجل، الذي يعتبر أسطورة يابانية حية، كيف يقضي يومه وماذا يفعل عادة؟!